كلمة التحر

دور جمعية نهضة العل&#16

Ahad, 17 Agustus 2008 | 00:52 WIB

فقد أصبحت جمعية نهضة العلماء قوة دينية فريدة أساسية لحصن و محافظة و تنمية القيم و التقاليد و المبادئ المحلية الإندونيسية. فنهضة العلماء هي جمعية دينية إجتماعية تقوم على أساس و مبادئ التوسط و التوازن و الإعتدال و التسامح، السالكة على عقيدة أهل السنة و الجماعة.

ففي حين، لعبت نهضة العلماء دورها كقوة دينية، و في حين كقوة إجتماعية و وطنية. فهي جمعية شاملة على أساس الدين، و الإجتماع، و التراث، و الهوية، و الوطن. فقد تمتلك نهضة العلماء فلسفة عالية، و هي فلسفة "ممايو هايونينج باوونو" أو حفظ استقرار العالم" التي تساوى مع مبادئ رحمة للعالمين في الإسلام.
;
ففي الوطن الإندونيسي، قامت نهضة العلماء بالدعوة الإسلامية الصالحة التي تحترم و تتسامح مع الحكم و القيم و التقاليد المحلية الإندونيسية الأصلية. فهي لا تحسب بأن كل ذلك بدعة التي يجب تدميرها، لكن قد توقعت نهضة العلماء كل ذلك كوسيلة لبناء التعاليم الإسلامية عليها.

كانت القيم و المبادئ و التقاليد المحلية الإندونيسية الأصيلة هي سامية عالية ذات الفلسفة الجيدة. فمن واجبتنا أن لا نهدمها أو نزيلها، لكن علينا بحفظها و تنميتها و تزويجها و توفيقها مع المبادئ الإسلامية العالية الشامية أيضا. فهناك اتصال قوي وثيق في الغاية و الغرض، رغم اختلفت الأشكال و الطرق.

بهذه الفلسفة، أقبل جمهور إندونيسيا وجود الأسلام، و وجود نهضة العلماء. فلا عجب عندما أصبحت هذه الجمعية هي كبرى الجمعيات الإسلامية و الدينية و الإجتماعية في إندونيسيا و في جبوب شرق أسيا.

و قد لعبت نهضة العلماء أيضا دورها البارز المتين في الساحة العالمية. ففي أول قرن العشرين، عندما أعلن ملك الحجاز بنسخ المذاهب الإسلامية الكلامية و الفقهية، و بادر بتهديم مقابر الصحابة و التابعين و الاولياء و الصالحين بدليل أن كل ذلك سبب البدعة و الخرافات و انحطاط المسلمين.

فوسط هذا الإقليم المضطرب، بادرت نهضة العلماء بإرسال مبعوث خاص لمواجهة ملك الحجاز طلبا أن يوازن كل هذه الدعوات. فقد طلبت نهضة العلماء بمحافظة المذاهب الفقهية، و محافظة الأثار الإسلامية. فقد قامت نهضة العلماء في هذه القضية مع مؤسسة الأزهر الشريف المصرية—التي أصبح حتى الأن حصن العقيدة السنية—وقتئذ.

و في عصر الإستقلال أو ما بعد الإستعمار، في منتصف قرن العشرين، أو في الخمسينات، بادر بعض سياسي نهضة العلماء—برئاسة الشيخ الدكتور أحمد شيخو—بتأسيس المؤتمر الإسلامي لأسيا-أفريقيا. فقد أصبح المؤتمر مصدر الإلهام و الروح لاستقلال عدة الدول الإسلامية من أيدي الإحتلال الغربي.

و حتى الأن، ما زالت نهضة العلماء تلعب دورا هاما في الساحة الإسلامية العالمية. فالأن، أصبح نهضة العلماء كقوة موازنة تحصن الإسلام التوسطي وسط ظهور و انتشار الحركات الإسلامية المتطرفة بإندونيسيا و في جنوب شرق أسيا.

و منذ سنة 2004، أسست نهضة العلماء مؤتمرا عالميا للعلماء و المثقفين المسلمين. حتى الأن، قد قام هذا المؤتمر ثلاث مؤتمرات تحضر فيها شخصيات إسلامية عالمية بارزة. يتمنى رئيس جمعية نهضة العلماء الحالي، الشيخ الدكتور هاشم مزادي، أن يصبح هذا المؤتمر كقوة الإسلام المتوسط العالمية، التي تنشر مبادئ الحوار و التسامح و التوازن، سواء في فهم الإسلام، أو في محاولة الدعوة الإسلامية مع الديانات و الثقافت الأخرى.

لا شك أن هذا المؤتمر لا يقل أثرا من المؤتمر العالمي للحوار الذي أسسته رابطة العالم الإسلامي بالسعودية—التي قد قامت مؤتمرين بمكة و مدريد، عاصمة المملكة الإسبانية.

في أخر شهر يوليو الماضي، نجحت نهضة العلماء بعقد المؤتمر العالمي الثالث للعلماء و المثقفين المسلمين بجاكرتا، خلال 29 يوليو حتى 1 أغوستس. كان موضوع المؤتمر في هذا الدور الثالث هو "تأكيد الغسلام كرحمة للعالمين و بناء السلام العالمي و الحد من الصراعات في الدول الإسلامية".

فقد قام العلماء المشاركون في المؤتمر بتأسيس منظمة "علماء عبر الحدود"، بحيث يكون العلماء المسلمون حاضرين بقوة على الساحة العالمية بجانب المؤسسات المدنية الأخرى. كانو يوقعون البيان، و فيه رسالة بأن العلماء المسلمين يسعون من خلال هذه المنظمة إلى اجتثاث الفقر والأمية في العالم الإسلامي، وتقديم تغطية إعلامية موضوعية ومحايدة للتطورات التي تحدث في العالم الإسلامي.


Terkait