فتاوى شرعية

حطم صنمك، و كن عند ال&#

Ahad, 15 Maret 2009 | 21:27 WIB

فمما لا شك فيه أن التربية الإيمانية لها أثر كبير وفعال في دفع المرء للقيام بأعمال البر بسهولة ويسر، فكلما ازداد الإيمان في القلب كانت آثاره العظيمة في السلوك، قال تعالى:

" ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"

ومن الأهمية القصوى لإيقاد شعلة الإيمان في القلب والعمل الدائم على زيادته، يبقى أمر آخر على نفس الدرجة من الأهمية ينبغي ان نهتم به كاهتمامنا بالتربية الإيمانية، ألا وهو المحافظة على أعمالنا الصالحة التي نقوم بأدائها من كل ما يفسدها ويبعدها عن مظنة الإخلاص لله عز وجل...

ومن أهم الأمور التي يمكنها أن تفŸ<>3;ل ذلك: إعجاب المرء بنفسه، ورضاه عنها، ورؤيتها بعين التعظيم.
.. هذا الداء الخطير الذي يتسلل بخبث الى النفوس من شأنه ان يحبط العمل ويفسده، بل تصل خطورته الى حد الوقوع في دائرة الشرك الخفي بالله عز وجل.

معنى ذلك أن الواحد منا يتعب ويبذل الكثير من أجل قيامه بعمل ما، ثم يأتي داء العجب فيقضي عليه ويحبطه.

ويكفي لبيان خطورة هذا الداء أن الرسول صلى الله عليه وسلم عده من المهلكات: قال عليه الصلاة والسلام: " فأما المهلكات: فشح مطاع، و هوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه"

ومن سمات هذا الداء ن لديه القدرة على التسلل بخبث الى النفوس: نفوس العلماء والعباد والدعاة والخطباء والكتاب واصحاب المواهب والنجاحات، فهو يعرف طريقه جيداً الى كل نفس، ولا يكاد يتركها الا بعد ان يضخمها ويعظم قدرها في عين صاحبها.

إنه أمر خطير ينبغي الانتباه اليه، وعدم الاستهانة به، وإنكار وجوده داخلنا، فنحن لا نريد ان نفاجأ يوم القيامة بأعمال صالحة تعبنا وسهرنا وبذلنا الكثير من أجل القيام بها ثم نجدها وقد أحبطت بسبب هذا الداء...

ألا يكفينا الترهيب النبوي " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"؟!
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم".

فإن كنت في شك من أهمية هذا الأمر، وضرورة التشمير من أجل التخلص منه، فتأمل سيرة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وكيف كانوا شديدي الحرص نحو أي أثر من آثار هذا الداء، وإغلاق الابواب أمامه، مع استصغارهم الدائم لأنفسهم وتواضعهم لربهم.

أخرج ابن المبارك في الزهد ان النبي صلى الله عليه وسلم قد أُتي له بطعام فقالت له عائشة: لو أكلت يا نبي الله وأنت متكئ كان أهون عليك. فأصغى بجبهته حتى كان يمس الأرض بها. قال: "بل آكل كما يأكل العبد، وأنا جالس كما يجلس العبد، فإنما أنا عبد".

وهذا أبو عبيدة بن الجراح وقد أمّ قوماً يوماً، فلما انصرف قال: مازال الشيطان بي آنفاً حتى رأيت ان لي فضلاً على من خلفي، لا اؤم أبداً".

وكان عتبة بن غزوان يقول: فإني أعوذ بالله أن اكون في نفسي عظيماً وعند الله صغيراً.
... فإلى كل طالب علم وداعية.
... إلى كل عالم وعابد.
... إلى كل مسلم ومسلمة.

إلى نفسي وكل من أحب كانت هذه الصفحات التي تدق لنا جميعاً ناقوس الخطر.
.. إنها دعوة لتحطيم الأصنام داخلنا، ولأن يكون كل منا عند نفسه صغيرا.. فلنكن جميعاً نعم الجيبين، ولنتعامل معها على أننا بها المخاطبون، ولنرِ الله من أنفسنا صدقاً في طلب التخلص والاحتراز من هذا الداء - داء الاعجاب بالنفس - عساه سبحانه ان يعيننا عليه ويلهمنا الرشد في التعامل معه والتحصن ضده حتى نخرج من الدنيا عبيداً مخلصين له، لا نرى فضلاً إلا فضله ولا خيراً الا خيره "ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابداً ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم"

Terkait

فتاوى شرعية Lainnya

Lihat Semua