الكاتب : الدكتور محمود أحمدي نجاد
الناشر : دار زهراء للنشر، جاكرتا
الطبعة : الأولى، سبتمبر 2008
عدد الصفحات : 346 صفحة
أثار نجاح الدكتور محمود أحمدي نج<>;اد في الوصول إلى مقعد رئاسة الجمهورية الإيرانية عاصفة هوجاء ليس داخل إيران فحسب، بل في جميع أنحاء العالم، ولم تكن العاصفة بسبب نجاحه غير المتوقع في الانتخابات الرئاسية، وإنما للخط السياسي الذي يصر على انتهاجه.
ولد المهندس محمود في أسرة متدينة بمدينة كرمسار الفقيرة عام 1957م، ثم ما لبث أن انتقل مع أسرته إلى العاصمة طهران وتلقى تعليمه الأساسي بها، ثم التحق بكلية الهندسة جامعة العلم والصناعة (بلي تكنيك) بطهران ودرس في قسم العمارة، وتخرج فيه بتفوق؛ مما جعله يلتحق بالدراسات العليا بنفس الجامعة حتى حصل على درجة الدكتوراة في الهندسة المعمارية، وعين مدرسا بالكلية، وقدم العديد من الأبحاث خاصة في مجال النقل.
شارك محمود في النشاط الثوري أثناء الدراسة الجامعية، وانضم للجمعية الإسلامية للمهندسين، وأصبح عضوا باللجنة المركزية لهذه الجمعية، كما انضم إلى حراس الثورة الإسلامية، وشارك في صفوفهم في الحرب العراقية الإيرانية، وحصل على لقب الفدائي (جانباز)، وأصبح عضوا في جمعية فدائيي الثورة (جانبازان)، واختاره الدكتور مصطفى معين وزير الثقافة والتعليم العالي في حكومة رفسنجاني مستشارا له، ثم عينه الرئيس هاشمي رفسنجاني رئيسا لمدينة أردبيل بمحافظة أذربيجان الشرقية، حتى انتخابات المجالس المحلية الإسلامية الأخيرة؛ حيث سيطر الأصوليون على المجالس، واختاره مجلس مدينة طهران رئيسا للعاصمة.
منطلقات الخطاب السياسي لنجاد
ويحكم الخطاب السياسي لنجاد بعد فوزه بالرئاسة الإيرانية عدة منطلقات أساسية، منها ما يتعلق بالصفات الشخصية والملكات، ومنها ما يتعلق بالثقافة، ومنها ما يتعلق بالبيئة الخاصة والعامة، إضافة إلى الضغوط الداخلية والخارجية، فضلا عن مستجدات الأحداث، ومن الواضح أن هناك عدة أسس ينطلق منها هذا الخطاب هي:
- لقبه وانتسابه: أحمدي النسب أو الأصل، وهو يدرك في أعماقه أنه من تلك السلالة التي تشربت الإسلام، فصار يخطو بحركتها متصفا بالشفافية وطهارة اليد.
-إيران صاحبة رسالة عالمية: وهو من خلال قراءته لتاريخ إيران بهذا التوجه يؤمن بالحكومة العالمية للإسلام، وبحتمية قيامها وتحقيق أهدافها؛ ولذا تحتل القيم مكانا محوريا في تفكيره.
-عالمية الثورة: يؤمن أيضا بضرورة توجيه الثورة نحو العالمية التي ستظل الهدف الرئيسي للثورة الإسلامية، ويرى أن الإدارة الثورية تقوم على قاعدتين: الأولى هي إيجاد مجتمع إسلامي نموذجي ومتقدم، كمنطلق لحركة إقامة الحكومة العالمية للإسلام، أما الثانية فتتعلق بجدارة الشعب الإيراني ولياقته للقيام بهذه الرسالة العظيم.
-الأصولية: تأتي الأصولية على رأس الثوابت عند نجاد؛ فهي عين الإصلاح في رؤيته التي تبدأ من إصلاح الحكومة؛ لأن معناه إصلاح البلاد، والحكومة عند نجاد لا تتوقف عند مجلس الوزراء، وإنما هي بالمعنى الذي أراده الخميني لها؛ أي الحكومة الإسلامية، حيث أصر على أن ينص الدستور على أن رئيس الجمهورية هو الشخصية الثانية في البلاد بعد الزعيم.
الشفافية والإدارة وجهان في الإصلاح
عُرف عن نجاد نزاهته وطهارة يده منذ ولايته لمدينة طهران؛ فبمجرد توليه ذلك المنصب سارع بتسجيل ممتلكاته وممتلكات زوجته وأولاده في سجل خاص حسب المادة 142 من الدستور، مؤكدا أن رصيده العظيم يكمن في عشقه لخدمة الشعب الإيراني.
ورغم أن نجاد يعرض نوعا جديدا من الإدارة، فإنه يعتبر من المتأثرين بمدرسة الشهيد محمد علي رجائي رئيس الجمهورية الأسبق الذي اغتالته منظمة مجاهدي خلق في عملية تفجير مقر رئاسة الوزراء في طهران في 30-8-1981م، وهو لا يخفي إعجابه به؛ فرغم الظروف التي كانت تعانيها البلاد بسبب الحرب والحصار السياسي والاقتصادي والعسكري؛ كان يقول: "إن حربنا الحقيقية لم تبدأ بعد، حتى إذا فرغت ذخيرتنا فسوف ندافع عن أرضنا وثورتنا بأظافرنا وأسناننا".
ويركز نجاد على مفهوم الإدارة العادلة والإدارة الثورية، ويرى أنه يمكن رفع الضغوط عن المواطنين من خلال تفعيل هذا النوع من الإدارة، وتقليل النفقات غير الضرورية، والاستثمار الذي يتيح توفير فرص العمل، وفي هذا الصدد ينتقد السياسة الاقتصادية للدولة، ويصفها بأنها سياسة مريضة؛ لأنها تركز 60% من الدورة الاقتصادية في المدن الكبيرة؛ وهو ما يحرم سائر المدن، ويكون له مردود سلبي على البلاد، ويرى أن التنمية المستوردة حتى ولو كانت تقنية لا يمكن أن تساعد على تقدم البلاد؛ لأنها استمرار للتبعية، ومن ثم فهو يدعو إلى إنتاج ودعم العلم الوطني.
وفي هذا الإطار يدرك نجاد أن المركزية ليست إلا للسياسات الكبيرة والتخطيط والتقنين والرقابة، وأن اختيار المسئولين يجب ألا يخضع لتوجهاتهم الحزبية أو انتمائهم لليمين أو اليسار، بل إن تنوع المشارب أمر ضروري في السلطة التنفيذية؛ لأنه يحقق قفزة كبيرة في البنية التنفيذية في الدولة.
وفي رأيه فإن الإدارة تكليف شرعي يتطلب التضحية، لا تشريف يستحق المكافأة والأخذ من بيت المال بلا حساب، وممارسة الإدارة ينبغي أن تكون من منظور القيادة الشعبية الدينية؛ فالدولة ملك للشعب، فهناك فرق بين أن يكون الشعب بمثابة المشتري لخدمات الحكومة أو أن يكون منافسا لها، وأن يكون مالكا لها؛ فإذا استطاعت الإدارة أن تجعل الجماهير تشعر بذلك فإنها تحصل على طاقة عظيمة، ولذا ينبغي أن تتجاوب الإدارة مع رغبات الجماهير وحياتهم وتطورهم، ولا شك أن الشجاعة وإرادة التطوير والتحرك حسب الأولويات سوف تصب في صالح الشعب.
فالإدارة في نظر أحمدي نجاد ينبغي أن تكون قابلة للتطور، حتى في نوع حركتها؛ لأن جميع المتغيرات المؤثرة في المجتمع دائمة التغير، وإن لم تكن وسائل الإدارة في التعامل معها مناسبة لهذا التغير فلن يكون هنالك مجال للإدارة الفعالة.
الإصلاح الثقافي
وتبدأ دائرة الإصلاح الأصولي عند نجاد في الجانب الثقافي؛ فالتربية والتعليم ركن أساسي لهذا الإصلاح، تدعمه قاعدتان أساسيتان: الأولى في فكر الحوزة العلمية، والثانية في الثقافة الشعبية، ويرى أن أعداء إيران يسعون لترويج الابتذال بين الشباب، ومن البدهي أن يتم مواجهة ذلك من خلال تثبيت الهوية والحفاظ عليها، والعمل على ترغيب الشباب في الزواج من خلال منحهم القروض.
ويؤكد نجاد على ضرورة عدم السماح بهبوط مستوى الثقافة؛ لأن صيانة الثقافة ورعايتها والعودة إلى الأماني الماضية -بمعنى الثقة في الذات وتفعيلها- هما قضيتان هامتان ينبغي الاهتمام بهما على الساحة الثقافية الإيرانية.
وقد انتقده الإصلاحيون لإنفاقه 600 مليون تومان من ميزانية المجلس المحلي للعاصمة لإقامة المسابقة الرياضية الدولية لنساء الدول الآسيوية الإسلامية، فرد عليهم نجاد بأن هذا العمل يدخل ضمن واجبات البلدية؛ باعتبار أن قانون المجالس الإسلامية المحلية وضع الاهتمام بالشئون الرياضية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمدن على عاتق المجالس المحلية، كما انتقدهم لأنهم يحاولون عزل المرأة المسلمة عن ممارسة حقوقها، ويضعونها بذلك على مفترق طريقين؛ إما الحرمان وإما الابتذال، وكلاهما خيار مر مرفوض، وقد أثبتت هذه الدورة الرياضية أن المرأة المسلمة تستطيع أن تمارس الرياضة مع محافظتها على الأصول والأخلاق الإسلامية.
الإسكان والمواصلات.. أزمات المدن الكبرى
ولنجاد رؤية متميزة في مجال التعمير خاصة في حل مشكلة الإسكان؛ فله مشروع ابتكاري حول إنشاء المساكن الآمنة في طهران يستند على دراسات عالمية عميقة وجادة خاصة في المباني المقاومة للزلازل، وقد أقام منها بالفعل 60 نموذجا تقاوم الزلازل حتى اشلدرجة السابعة بمقياس ريختر، وتتمتع بمزايا: قلة التكلفة، وسرعة الإنشاء، والتجانس مع النمط المعماري السائد، فضلا عن سهولة صيانتها، وقدرتها على استيعاب التخزين.
ويتزامن مع اهتمامه بمشكلة الإسكان اهتمامه بمشكلة المواصلات ونجاحه في حلها في العاصمة التي تعتبر أكثر المدن ازدحاما في إيران.
وينتقد نجاد السياسة الاقتصادية للدولة، ويصفها بأنها سياسة مريضة لأنها تركز 60% من الدورة الاقتصادية في المدن الكبيرة؛ وهو ما يحرم سائر المدن، ويكشف عن سوء إدارة للموارد، ومن ثم يرى أن الاهتمام الأول لحكومته هو دفع عجلة الاقتصاد الإيراني من خلال تغيير النظام الإداري، وجعل إدارته إدارة ثورية متطورة تعمل على منع الفاقد ومحاربة الفساد، وعلى اعتماد الشفافية وإعادة توزيع الثروة دون
Terpopuler
1
Sosiolog Sebut Sikap Pamer dan Gaya Hidup Penyebab Maraknya Judi Online
2
Menkomdigi Laporkan 80 Ribu Anak Usia di Bawah 10 Tahun Terpapar Judi Online
3
Kabar Duka: KH Munsif Nachrowi Pendiri PMII Wafat
4
Besok Sunnah Puasa Ayyamul Bidh Jumadal Ula 1446 H, Berikut Niat dan Keutamaannya
5
Komisi III DPR Singgung Judi Online Masuk Kategori Kejahatan Luar Biasa
6
Khutbah Jumat: Peran Ayah dalam Kehidupan Keluarga
Terkini
Lihat Semua