أطراف

الحركة الفكرية للع&#160

Senin, 17 November 2008 | 08:17 WIB

في دار الكتب المصرية، توجد نسخ المخطوطات برقم
MS 2578 و MS 2954 لكتاب "إتحاف الذكي في شرح تحفة المرسلة إلى روح النبي" الذي ألّفه الشيخ إبراهيم الكوراني (توفى سنة 1690 الميلادية).

هذا الكتاب يبحث عن المسألة التصوفية التي تجري في بلاد جاوة (إندونيسيا و ماليزيا الحالية). و كان مؤلفه، الشيخ إبراهيم الكزراني، من أصل تركي، مرشدا و شيخا للطلاب الجاويين الذين يدرسون في الحجاز و مصر، و الذين يتضمون في "جماعة الجاويين".

في منتصف القرن السادس ع&a<>mp;#1588;ر و السابع عشر الميلادي، ظهرت مجادلات و معارك فكرية في بلاد "جاوة" حول قضية "وحدة الوجود" الصوفية. في منطقة أتشيه، في رأس جزيرة سمطرة، جرت المجادلة بين الصوفي حمزة الفسوري و الفقيه نور الدين الرانيري. و في منطقة جاوة، جرت نفس المجادلة بين الصوفي أحمد المتمكن و الفقيه كاتب أنوم قدوس. وهذه المسألة التصوفية قد يجعل بعض الطلاب الجاويين الذين يدرسون في الحجاز و مصر، وقتئذ، يتسائلون على شيوخهم، و منهم الشيخ إبراهيم الكوراني.

فبالنسبة لتاريخ الحركة الفكرية لعلماء جاوة القدماء، و علماء جنوب شرق أسيا غالبا، يُعدّ الشيخ الكوراني كشحصية مفتاحية لبحث أثر ذلك التاريخ. إذ بجانب أن يكتب لكتاب "إتحاف الذكي"، فإنه كتب أيضا كتاب "الجوابات الغراوية عن المسائل الجاوية".

فمن تلاميذة الشيخ الكوراني هو الشيخ عبد الرؤوف الجاوي (عالم كبير بأتشيه)، و الشيخ عبد المحي فاميجاهان (عالم كبير بجاوة الغربية)، و الشيخ محمد طاهر، و الشيخ محمد بن عبد الهادي السندي، و الشيخ يوسف المكساري (عالم كبير بجزيرة سولاويسي و دعاة الإسلام و ناشره بجنوب أفريقيا).

و لما دخل القرن التاسع عشر و العشرين الميلادي، دخل تاريخ الحركة الفكرية لعلماء الجاويين بالحجاز و مصر عصره الجديد. فظهر اسم الشيخ محمد نووي بن عمر البنتني الجاوي (المتوفى سنة 1897 الميلادية)، من أصل منطقة بنتن بجاوة الغربية. كان من أبرز تلاميذ المفتي الشافعي بالحرم الشريف، الشيخ أحمد زيني دحلان، و صديق و أستاذ المفتي المصري الشيخ إبراهيم البيجوري.

قام الشيخ محمد نووي بالتدريس في أحد أبواب المسجد الحرام بمكة و هو يبدل أستاذه الشيخ زيني دحلان الراحل، و يدرّس ايضا في جامع الأزهر الشريف بالقاهرة، على دعوة مفتي الديار المصرية الشيخ إبراهيم البيجوري. و قام الشيخ نووي أيضا بتأليف الكتب الإسلامية العدة، و أكثرها في الشروح الفقهية. و ألف التفسير أيضا (مراح لبيد أو تفسير منير)، و الحديث، و التوحيد، و الأخلاق، بل و قواعد الأسرة المسلمة (عقود الجمان).

و بعد النووي، ظهر اسم الشيخ محمد عبد الله بن محفوظ الترمسي الجاوي (المتوفى سنة 1894 الميلادي)، من أصل ترمس، فاتشيتان، جاوة الشرقية. كان الترمسي من أبرز علماء الحديث بمكة المكرمة. له مرلفات قيمة، منها موهبة ذي الفضل شرح العلامة ابن حجر لمقدمة بافضل في فقه المذهب الشافعي أو المعروف بحاشية الترمسي على المنهج القويم (طبعت بالمكتبة الأزهرية، مصر، و نسخته الأن موجودة في الأزهر، برقم 14676، و 1422). و منها أيضا، منهج ذوي النظر في منظومة علم الأثر للسيوطي (طبعت بمكتبة مصطفى البابي الحلبي، مصر، 1955)، و كفايه المستفيد لما علا من الاسانيد (مكتبة الهلال، مصر، 1933) و تعميم المنافع بقراءة الامام نافع.

ثم ظهر إسم الشيخ أحمد خطيب المينانكباوي (المتوفى سنة 1916 الميلادية) من أصل مينانكاباو، فادانج، سمطرة الغربية. فهو خطيب و إمام و مفتى المذهب الشافعي بالحرم الشريف. و هذه المكانة تجعلها كوحيد المفتى بالحرم الشريف من أصل أعجمي. و من تأليفاته كتاب الجوهرة النقية في الأعمال الجاوية (طبعت بالمكتبة الميمونية، مصر، في سنة 1309 الهجرية)، و حاشية النفحات على شرح الورقات في أصول الفقه (طبعت بمكتبة دار الكتب العربية الكبرى، مصر، 1332 الهجرية)، و أعلام الحساب في علم الحساب (طبعت بالمكتبة الأميرية، مصر، سنة 1313 الهجرية).

و في منتصف القرن العشرين الميلادي، ظهر أيضا اسم الشيخ محمد إحسان بن دحلان الجمفسي الكديري (المتوفى في الخمسينات) من أصل كديري، جاوة الشرقية. و من مؤلفات الشيخ إحسان كتاب سراج الطالبين شرح منهاج العابدين للإمام الغزالي في التصوف. و هناك إسم الشيخ محمد ياسين بن عيسى الفادني المكي (المتوفى سنة 1990). فهو عليم و محدث كبير بمكة المكرمة و و مسند العصر. وقد باشر التدريس في دار العلوم الدينية بمكة المكرمة عام 1356هـ ، وكان يلقي دروساً مختلفة بالمسجد الحرام ، وكذا في منزله ومكتبه الخاص ، وكان له اهتمام بتعليم البنات ، حتى أنشأ في عام 1377هـ ، معهداً للمعلمات ، وشارك في تأسيس مدارس البنات .

للشيخ الفادني عدة التصانيف تبلغ حتى سبعين كتبا، مثل فتح العلام في شرح بلوغ المرام (في 4 مجلد)، و الدر المنضود في شرح سنن أبي داوود (20 مجلد)، و إضاءة النور اللامع شرح الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع، و بغية المريد من علوم الأسانيد ، ( وهو ثبته الكبير )، في أربعة أجزاء، و بغية المشتاق شرح لمع الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، في أصول الفقه ، جزءان، و تعليقات على كفاية المستفيد ، للشيخ محفوظ الترمسي، و حاشية على الأشباه والنظائر في الفروع الفقهية للسيوطي، و الفوائد الجنية: حاشية المواهب السنية: شرح الفرائد البهية في نظم القواعد الفقهية في الأشباه والنظائر على مذهب الشافعية . ( الأشباه والنظائر للسيوطي ، والفرائد البهية لأبي بكر بن أبي القاسم الأهدل ، والمواهب السنية لعبد الله بن سليمان الجوهري ). مجلدان.

و للأسف، بعدما توفى الفاداني لم يظهر عالم إندونيبسي كبير تلألأ اسمه في أفق العلوم الإسلامية. **غينانجار شعبان سيف الله



Terkait