حكم الاجتماع على ال
Senin, 27 Oktober 2008 | 04:32 WIB
الاجتماع على الذكر في حلق سنة ثابتة بأدلة الشرع الشريف، أمر الله بها في كتابه العزيز، فقال تعالى : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }([1]). وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم. قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ... - إلى أن قال - فيقول فأشهدكم أني غفرت لهم. قال : يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم»([2]).
gt;
وعن معاوية رضي الله عنه ؛أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال : «ما أجلسكم؟» قالوا : جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا ... - إلى أن قال - «أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة»([3]).
وقد بوب النووي الحديث الأول في كتابه رياض الصالحين بعنوان : «باب فضل حلق الذكر» .والذكر في الشريعة الإسلامية له معان كثيرة منها : الإخبار المجرد عن ذات الله، أو صفاته، أو أفعاله، أو أحكامه، أو بتلاوة كتابه، أو بمسألته ،ودعائه، أو بإنشاء الثناء عليه بتقديسه، وتمجيده، وتوحيده، وحمده، وشكره، وتعظيمه. ولا دليل لمن ادعى أن حلق الذكر المراد بها هنا دروس العلم.
وقد أورد الصنعاني حديث مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما جلس قوم مجلسًا يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده»([4]).
ثم قال : «دل الحديث على فضيلة مجالس الذكر والذاكرين، وفضيلة الاجتماع على الذكر. وأخرج البخاري ؛أن ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تعالى تنادوا هلموا إلى حاجتكم. قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ...) الحديث. وهذا من فضائل مجالس الذكر تحضرها الملائكة بعد التماسهم لها.
والمراد بالذكر هو : التسبيح، والتحميد، وتلاوة القرآن، ونحو ذلك، وفي حديث البزار؛ أنه تعالى يسأل ملائكته : (ما يصنع العباد؟) - وهو أعلم بهم - فيقولون : يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك، ويسألونك لآخرتهم ودنياهم.
والذكر حقيقة في ذكر اللسان، ويؤجر عليه الناطق ولا يشترط استحضار معناه، وإنما يشترط ألا يقصد غيره فإن انضاف إلى الذكر باللسان الذكر بالقلب فهو أكمل، وإن انضاف إليهما استحضار معنى الذكر، وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى، ونفي النقائص عنه ازداد كمالاً، فإن وقع ذلك في عمل صالح مما فرض من صلاة أو جهاد أو غيرهما فكذلك، فإن صح التوجه وأخلص لله فهو أبلغ في الكمال»([5]).
ومما سبق يعلم أن التجمع لذكر الله بقراءة القرآن، أو مدارسة العلم، أو التسبيح والتهليل والتحميد من السنن التي حث عليها ربنا في كتابه العزيز، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الصحيحة الصريح،ة والله تعالى أعلى وأعلم.
([1]) الكهف : 28.
([2]) أخرجه البخاري في صحيحه، ج5 ص 2353 ،واللفظ له ،ومسلم في صحيحه ،ج4 ص2069.
([3]) أخرجه مسلم في صحيحه، ج4 ص 2075.
([4]) أخرجه مسلم في صحيحه، ج4 ص 2074.
([5]) سبل السلام، للصنعاني، ج2 ص 700.