في البداية، أوشك الناس شخصية أسقف الفاتكان الجديد بندكت السادس عشر مقارنا مع الأسقف القديم المرحوم يوهانيس بشخصيته الخاص، اللطيف و الهادئ. لكن وجود هذا الأسقف الجديد بروحه الشابة و البطالة كان مناسبا لهذه الأوقات و الأحوال العالمية المضطربة. فالعالم لا يحتاج فقط إلى الخطبة الهادئة الخاضعة الخاشعة. كلا. بل العالم يحتاج أيضا إلى الخطبة الناهضة التي تصحو قلوب الناس و وعيهم النائمة في الظلم و الفجر.
هذه هي الخطوة السادة التي تقدم بها الأسقف بندكت أينما رأى الظلم و عدم العدالة. كل ذلك أصبح كلاما سديدا ألقاه الأسقف بكل التحملات، رغم كان ذلك الكلام الحق مرا لغيره. فالخطبة التي ألقاها الأسقف في مجلس الأمم المتحدة بنيو يورك، قد نقدت سيطرة أمريكا لذلك أعلى المجالس في العالم، حتى كاد جميع تقريرات ذلك المجلس تجري تحت سيطرة أمريكا و احتكاره، و كاد جميع أعضاء المجلس يصمتون و يتبع<>ون.
و قد انتقد الأسقف أيضا تقرير أمريكا المتجازف لاحتلال العراق و تهجيمه فقط لمهمات النفط. كان ذلك القرار لم يتفق عليه في مجلس الأمم المتحدة، لكن كلف أمريكا نفسه لتكوين الجنود التضامني مع عدة الدول. فبهجوم أمريكا، أصبح العراق، تلك الدولة الباهرة الرافعة ذات التارسخ و الحضارة و الأسطورة العريقة دوالةً مفسودة هادمة فقيرة. في هذا السياق، سأل الأسقف مفهوم الديمقراطية و حقوق الإنسان التي قال بها أمريكا في أي مكان.
و قبل نقده لتقرير أمريكا، نقد الأسقف أيضا حكومة أستراليا التي تحشو عرقة أبوريجين، سكان قارة أستراليا الأصل بتقييدهم في حياة المخذرات و المسكرات. و نتيجة ذلك أصبح الأبوريجيون يفتقدون الإتجاه و الخطوات في حياتهم. فلا يستطيعون أن يفكروا عاديا، و لا ينشطون في أعمالهم. كانوا يسلكون الحياة كسالى و دون الأوعاء. بعدما نقد الأسقف هذه الظاهرية الأسترالية، قام رئيس الوزراء الأسترالي بالإستعفاء عن إبادة العروق و الثقافة الأبوريجينية.
كل ما فعله الأسقف لا يكون إلا لحفظ قيم الدين المسيحي التي تسلم و تحصن الأمة الإنسانية. لذلك حفظ الأسقف تلك القيم و العقيدة و يدعوها لكافة الناس و يطبقها في الحياة اليومية، و ينقد كل من كفر بها و حرّفها، بل الأساقفة و الكنيسة.
لقد استطاعت الكنيسة، كالمؤسسة الدينسة العليا لدي المسيحيين، تنظيم هذه القيم حتى امتلكت الكنيسة قوة و حقا للكلام عن المبادئ الأخلاقية في الحياة العصرية التي تلتفت عن تلك المبادئ. لقد كانت الأخلاق سبيلا سليما لكافة الناس حيثما كانوا و عاشوا، سواء كانوا مسيحيين و هندوسيين و بوذيين و مسلمين. لذلك، كان حفظ الأخلاق السامية و تنظيمها ليس فقط كمهمة دين ما، لكن كمهمة جميع الأديان لأجل الحياة الإنسانية السليمة.
لقد وجد كلام الأسقف سياقه حينما كانت الحياة العالمية أبتر و لم تستقم، حيث كلف أمريكا نقسه ليصبح كقوة وحيدة مسيطرة على جميع أنحاء العالم. و في جانب أخر، حاول الصين و روسيا بموازنة القوة الأمريكية، لكنهما لم ينجحا. و في جانب أخر أيضا، افتقدت حركة الدول اللامتحيزة دورها. و هكذا منظمة المؤتمر الإسلامي، التي لا تمتلك قوة معينة. في هذا السياق، أصبح كلام الأسقف كقوة واضحة، نظرا لكون الكاثوليكية التي تلعب دورا بارزا في الحياة العالمية. فأصبخ كلام الأسقف مسموعا.
إننا نجب أن نعى و نقف الظلم و الإحتلال الحديث المتحجب وراء تغطية العالمية، و التجارة المفتوحة، و الديمقراطية، و حقوق الإنسان. و نظرا إلى كبير هذه القوة الإمبرالية المسيطرة، نحتاج إلى النعاون العالمي بين الدول و الأديان لتوقيف تلك القوة
Terpopuler
1
Meninggal Karena Kecelakaan Lalu Lintas, Apakah Syahid?
2
Hukum Quranic Song: Menggabungkan Musik dengan Ayat Al-Quran
3
Haul Ke-15 Gus Dur di Yogyakarta Jadi Momen Refleksi Kebijaksanaan dan Warisan Pemikiran untuk Bangsa
4
Surat Al-‘Ashr: Jalan Menuju Kesuksesan Dunia dan Akhirat
5
Mariam Ait Ahmed: Ulama Perempuan Pionir Dialog Antarbudaya
6
Tafsir Surat Al-Baqarah Ayat 229: Ketentuan Hukum Talak Raj’i dan Khulu’
Terkini
Lihat Semua