النبي محمد يحمل رسا
Senin, 23 Maret 2009 | 07:28 WIB
بقلم عبد المنعم دجزولي
و الله، انما بعث الله النبي محمد صلى الله عليه و سلم لتحرير و تخريج الامة الانسانية من الظلمات و الجهل. فالجهل ليس فقط يراد ب"اللاتعليمية" فكريا و أكاديميا، لكن الجهل يراد أيضا ب"اللاأخلاقية". لذلك بعث النبي محمد لتحرير الناس من العالم الجاهل الضال، الظالم و المستبد سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا.
كان المجتمع العربي في أيام حالة بعثة النبي هو مجتمع مثقف متعلم. فلقد استطاع العرب وقتئذ أن ينتجوا انتاجا فكريا و ثقافيا، مثل الشعر العربي. لكنهم كانوا قليلوا الأدب يؤدون الفواجر و الفواحش. لذلك بعث النبي ليس لتذكية الناس، لكن لتزكيتهم، ليتمم مكارم الأخلاق.
فالحملة النبوية لتحرير الأمة ال<>إنسانية تلك هي حقيقة ما ينبغي أن يرثها العلماء المسلمون. فالحركة التي حملها النبي محمد صلى الله عليه و سلم هي حركة التحرير عن الجهل و التأخر و الاضطهاد المربطة برباط الحكم و الأخلاق، ليعيش الناس و هم يحترمون بعضهم بهضا.
فليس عالم المرء مقيد بعلمه، لكن بما هو أفضل و أعلى من العلوم، ألا و هو الأخلاق الكريمة. فإن من الخطأ عندما أطلق بعض المسلمين اليوم بتعريف العلماء بأنهم ليسوا فقط علماء الفقه و التفسير و الكلام و غير ذلك، لكن أيضا بعلماء السياسة. فحقيقة العالم هو من علم علما و خلقا و يتشجع بنشر هذه الأخلاق الكريمة لدي الجمهور لقيام العدالة و الحق مع تعبد جميع حياته، منها علومه و أمواله، لله سبحانه و تعالى، و ليس ذلك لنيل المراتب الدنيوية الدانية.
فبإحياء المولد النبوي الشريف، نتمنى أن نأخذ عبرا كثيرة من شخصته المصطفاة و من سيرته النبيلة. فالمشكلة التي تواجهها النبي في عصر حياته غيرة بعيدة المدى مع المشكلة التي نواجهها اليوم، و هي فوضى الاجتماع و شريرة الحياة، و منها فساد السياسة و التربية و السلطة. و هذه المشكلة تنبزغ ليس بسبب أننا جهلاء، بل بسبب أننا علماء، لكن العلماء الفاسدين المتابعين بهواهم و لا يستعملون علومهم لمصالح الأمة، بل لمصالح فردية.